“نوا” تصدر ألبومها الجديد “وصل” وتنفض برفق غبار الموسيقى السورية
توّج الباحث الموسيقي وعازف الإيقاع إبراهيم مسلماني سنوات من البحث والتوثيق بإصداره أخيراً ألبوم “وصل” المنتظر مع فرقته “نوا”، والذي يضم مؤلفات من الموروث الموسيقي السوري النادر، بعضها دُقِّق ووُثّق وسُجّل للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى السورية.
بدعم ورعاية رئيسية من الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق” ومؤسسة “نفس” للثقافة والفنون، تضع “نوا” هذا الإرث الفني بمتناول الجمهور العربيّ، في خطوة واثقة لإحياء روح موسيقى التراث السوري بأقصى أمانة ممكنة.
يحوي الألبوم مجموعة نادرة ومتنوعة تضم 48 مؤلفاً من الموشحات، والقدود، وفصول الذكر، والقطع الموسيقية، والقصائد الارتجالية، والتقاسيم الآلية، والتي قامت فرقة نوا بأدائها في وصلات موسيقية مقامية من سبع مقامات كلاسيكية مختلفة وهي: يكاه، عشاق، حجاز، هزام، جهاركاه، نهوند ونوأثر.

ترتبط كلمة “وصل” بالمصطلح الموسيقي “وصلة”، والتي تشير إلى مجموعة من الأعمال المؤلفة على “مقام” بعينه، وكذلك ألبوم “وصل” فهو بمثابة اتصال بين حقبتين موسيقيتين مختلفتين، الموسيقى السورية القديمة والملحنين غير المعروفين قبل العام 1950، وزمننا الحالي.
يعود تاريخ جميع المؤلفات الموسيقية المقدّمة في الألبوم إلى ما قبل النصف الأوّل من القرن العشرين على الأقل، وعمر بعضها يرجع لما يمتد لخمسمائة عام، وجميعها تم تحريفها على مرّ العقود أو كانت طيّ النسيان. وتم اختيار جميع هذه المؤلفات لجمـالهـا الفنّـي وقـيـمتهــا التـاريخيــةِ، ومن ثم تم تحقيقها وتوثيقها من خلال الإطلاع على عشرات المخطوطات ومئات الوثائق بأشكالها المختلفة وذلك حرصاً على تقديمها بأدق التفاصيل العلمية وتدوينها بشكلها الأصيل (كتابةً وأداءً) والذي كان غائباً لعقود. وقمنا بذلك كلّه خدمة للتأريخ الموسيقي السوري وخطوة على طريق توثيق تراثنا الموسيقي العظيم.
لقد كان للملحِّنين والشعراء القُدامى، المعروفين منهم والمغمورين، أثــرٌ جليلٌ في إلهام ذاكرتنا الموسيقيـة. وإنّ اهتمامَنـا اليومَ بتوثيق أعمالهـم وإخــراجَها إلى النـور، ووضعِهـا بين أيــدي نُخْبــةِ المستمِعين والموسيقيين، يَحدوهُ الأملُ بنهضةٍ موسيقيةٍ جديدةٍ قائمةٍ على أُسُسٍ فنيّةٍ أصيــلة، تنطلق إلى المستقبل بأجنحةٍ من الماضي والحاضر.

يمكنكم الاستماع إلى الالبوم من خلال الروابط التالية

youtube
spotify
soundcloud
itunes
deezer-logo